فيديو | دول الخليج.. ازدهار بمسارات أحادية.. فكيف بتكتلها معاً؟

تقارير - ميدار.نت
الخليج العربي
23 سبتمبر 2023
Cover

تقارير - ميدار.نت

رموز للازدهار آخذة بالصعود.. هكذا تبدو دول الخليج وسط حالة من الاستقرار الاقتصادي والصعود السياسي لعواصمها مدعومة بإمكانات ومزايا تتكامل فيها العوامل الجعرافية والموارد الطبيعية والكتلة البشرية الهائلة لأبناء هذه الدول، مع عمل دؤوب شرقاً وغرباً لتوظيف هذه الإمكانيات في صالح أبناء وبلدان الخليج العربي.

طموح مشروع في زمن تتلاشى فيه سيطرة الأقطاب الكلاسيكية.. لصالح تكتلات أكثر ديناميكية وواقعية.. تقوم على المصالح المشتركة والقراءة المنطقية الهادئة لواقع ومستقبل العالم الذي تتسارع  أحداثه على نحو مقلق لا أمان فيه لأحد.

بلدان الخليج مثال يَعِد بتكتل لا يستهان به على الإطلاق.. إن اتحدت وتكاملت فيه المسارات الصاعدة.. بما يضمن ديمومة القوة والنماء، خاصة أن الدول الخليجية تتمتع بعوامل إضافية تساعد على نجاح هكذا مشروع، من تاريخ ولغة وثقافة مشتركة.

 

نظرة متطابقة

حتى أن الكثير من أبناء دول العالم ينظرون إلى الخليجيين نظرة موحدة متطابقة، فيكادون لا يفرقّون أو يميزون بينهم، في الوقت الذي ينظر فيه أبناء الخليج إلى بعضهم أحياناً يعين الاختلاف والتمايز.

ولاشك أن توحيد ثقل الدول الخليجية في قوة واحدة فكرة تتجاوز عذوبة الرومنسية السياسية إلى واقعية تفرض نفسها بزمن لا يمكن فيه لدولة مهما حظيت به من عوامل الازدهار.. أن تبقى وحيدة بلا صيغة جماعية تحفظ مصالحها.

أوليس من الأجدى أن يقول الخليجيون كلمة واحدة في أي مباحثات مع دول جوار تحرص على محاولة الاستفراد بكل دولة خليجية على حدة للتفاوض معها؟ علماً أن محاولات الاستفراد هذه لا تتوقف على الدول، بل تنسحب مثلاً على شركات الـ"سوشيال ميديا" التي تحاول فرض هيمنتها ورؤاها وأفكارها وأجندتها التي تختلف في بعض مفاصلها بالضرورة عن الرؤى والقيم والثقافة الخليجية الواحدة.

 

اللحظة مواتية

اللحظة تبدو مواتية اليوم أمام بلدان الخليج لصناعة تكتلها الخاص.. مع كل عوامل القوة التي تتمتع بها.

موقع يضم مضيق باب المندب بأهميته الاستراتيجية تجارياً وسياسياً.. ويبدأ به طريق الحرير الجديد مروراً بالعراق فتركيا حتى أوروبا.. موارد طاقة ضخمة.. فوائض وفيرة في الميزانيات.. نواتج محلية إجمالية بدت الأقل تأثراً بحروب العالم وأزماته الاقتصادية.. إضافة إلى قوة بشرية هائلة متعددة الكفاءات.. وبروز لدور إقليمي ودولي متصاعد تلعبه عواصم خليجية.

عدا عن أكثر من 45 ميناء بحرياً تستقبل على مدار الساعة بواخر التجارة العالمية الهائمة بالبحار والمحيطات، وأكثر من 20 شركة طيران خليجية يفوق مجموع أساطيلها 1000 طائرة تحلق في سماء الأرض من أقصاها إلى أدناها، مساهمة بتكريس المنطقة كوجهة سياحية من جهة، وتعزيز دورها التجاري كرائدة في مجالات نقل البضائع، والتصدير وإعادة التصدير على حد سواء.

 

قوة عسكرية

فضلاً عن قوة عسكرية واسعة الطيف من دخائر وأسلحة حديثة متكاملة خليجياً، واستثمارات اقتصادية بمليارات الدولارات في قطاع العقارات وسواه من القطاعات المهمة بقارات أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا.

عوامل تحفز على التحرك بمسؤولية نحو إنشاء كتلة تتيح لدول الخليج كلمة أعلى.. وإسهاماً أكثر حضوراً في تكريس الفاعلية الخليجية سياسياً واقتصادياً وسوشيالياُ.. بما يعود بمزيد من الاستقرار والتنمية على أبناء الخليج الواحد.